نكتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه كبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــره
منذ طفولتى وانا أسمع جمله كثيرا ما تتردد على مسامعى وهى '' القدر يلعب دوره ''
حينها لم اكن اعلم ماهو القدر ! وكيف يستطيع اللعب! , وما هى لعبته !
ولكنى عندما كبرت وصرت اتعلم فنون الحياة, عرفت ماهو القدر وماتكون هى لعبته! , وعرفت انه ايضا "يقدر" ان يفعل ماهو اكبر من اللعبه لذلك سمى بالقدر, لكننى لم اجد له خطى ثابته او منهج منطقى اتتبعه لاكون تلميذه او ربما منافسه.
فيبدأ القدر فى عمله منذ بداية حياة الانسان, ويتحكم فى كل ما يحدث له وكل ماهو يدور حوله.
فشرعت فى البحث عن الانسان وما بداخله, فكنت اتمنى ان أجارى ذلك القدر فى لعبته وتحكمه بى وبالاخرين, واثناء تفكيرى استوقفنى عقلى .. وبعد برهة قليله, تذكرت انه ليس علىَ البحث عنه فهو سيأتينى وانا جالس مطرحى دون ان اتزحزح
فأدرت رأسى, ونظرت حولى الى زملائى فى السيرك , واحد تلو الاخر اتامل فيهم القدر
بدات بمروض الاسود, كيف جعله القدر شجاعا يتحدى من هم اكثر منه قوة وشراسه دون ان يخشاهم, يصفق له الجميع فور انتهائه من العرض لكنهم ف الحقيقة طوال الفقره واعينهم منصبه نحو تلك الوحوش وليس مروضها !
وبعده الساحر الذى يستطيع بخفة ورعونه ابهار الناس بألعاب تهدشهم فأنه شخص ناجح فى مكاننا هذا بل لا أبالغ حين اقول انه الانجح بيننا !
وجاء الدور على من يسير على الحبل, وحقيقة توازنه ورشاقته التى طالما تمنيت الحصول على مثلها.
وكم كان رائعا وهو يسير بسلاسه وبراعه فائقه على سلك رفيع دون اى اهتزازه حتى كانت الجماهير تندهش لرؤية ذلك, لكن هناك دائما من يريده ان يقع من اعلى تلك الحبال, ليضحكون عليه!
وفيما بعدهم رامى الخناجر ليمتع من حوله بقذف مجموعه من الخناجر الكبيره حول زوجته, والادهش انه يفعل هذا وهو معصم العينين ايضا.
أهى ثقه انه لن يؤذها ام انه قد يفعل اى شئ للوصول للنجاح !!
واخيرا يأتى المهرج بزيه الغريب والمضحك ليقدم فقرته التى تنال احسان الجميع, فيضحك الجميع على سذاجته, وربما يبكون وتنزل دموعهم من كثرة الضحك عليه, غير مبالين بما قد يشعر به بداخله, فربما هو اكثر الناس بؤسا على وجه الارض وهو اكثر الذين يحتاجون الى الضحك حتى بكاء العينين.
حينها توقفت عن تفكيرى بهؤلاء, واستنتجت ان القدر ماهو الا بيدين يحرك هولاء كما يشاء كقطع الشطرنج .. نعم توصلت ان القدر هو اليدين ولعبته هى الشطرنج
لكن هذا كله ليس بشئ! فحينما يتصافح القدر مع الزمان, ليجعلانا نفهم ماهو خلف تلك الصور ونفهم معناها
فما يحدث مع مروض الاسود على الرغم من انه الاضعف فيمن حوله من الوحوش الا أن الأعين تذهب وتنصب اليها لكنها بالأحرى كان يجب ان تؤاذر الضعيف وليس القوى
الساحر رغم انه يغش المتفرجين وهو يخدعهم بـأنه ساحر لكنه ليس سوا رجل عادى سريع الحركه يقوم بتلك الالعاب لابهار الناس .. الا ان الناس يصفقون بحرارة معجبون بمن يغشهم ويضحك عليهم !
اما من يسير على الحبل فهو الشخص الناجح بحياته لكن بعض من حوله ينتظرون اللحظه التى يتعثر فيها ليسرَون!
فهكذا لا يحب الانسان لغيره ما يحبه لنفسه
والذى يرمى الخناجر على زوجته, هو من يستخدم كل ما يملك للوصول الى مبتغاه, بالمنطق الذى يقول ان الغاية تبرر الوسيله, غير مبالى بما قد يحدث اذ اخطا وفقد كل ما كان يضحى به
وفى النهاية يأتى صاحب الضحكات العاليه, الذى يشبع الناس سرورا وبهجه, وداخله احزانا كسكاكين تغرز في قلبه , حتى ولو لم يكن لديه ظروف او مشاكل تحزنه - وما اكثرها بداخله - لكن كييف يكون شعوره حينما يعلم ان ضحكات الناس تلك ليست اعجابا به بقدر ضحكهم على شكله وحركاته الساذجه!
هنا يصبح الامر اشبه بالنكته التى تبدا بالاثاره والغموض كما هو مع مروض الاسود حتى تصل للفكاهه عند المهرج
وقد يسألنى البعض اذا كان هؤلاء هم اصدقائك, فمن تكون انت ؟
فاقول اعتقد انكم ستعلمون الاجابه حينما تقرأون تحليلي لحياة السيرك التى هى نموذج مصغر للحياة!
فهو : ان اتحاد الزمان والقدر يصنعان "نكتــــــــة كبيــــــــــره" اكون انا دائما الجزء الذى يضحك عليه الجميـــــع ..!
ملاحظه:
لمن لم يستوعب اخر جزء فمعناه ان راوى القصه الذين كانوا يتسالون عن شخصيته هو المهرج
لانه ياتى فى الجزء الاخير من النكته وهو الجزء الذى يضحك عليه الجميع
هذه القصه ماهى الا مجرد نظرة تشاؤميه موضوعيه للحياة كما يراها الكثيرين منا
لأن بالتاكيد يد الله لها الكلمه العليا فى تحديد الاشياء
مما كتبت CrYing JoKeR