السِّــــباق
كان يجلس وحده على جوار السائق ، ولم نكن نرى إلا رأسه
وكتفيه ، ونحن
...
مزدحمون
فى المقعد الخلفى ، ولعلنا لهذا - فى البدء - تضايقنا منه ،
ولأنه
أيضًا كان يحرض السائق
على
السرعة ، والماروق من بين السيارات الأخرى . بل
إنه شرع فى تحريض سائقى السيارات
الأخرى ، على الإسراع بالإشارة
والتلويح ، وحتى بإخراج رأسه وكتف...يه
من النافذة والزَّعق
بهم . لا ندرى متى - فجأة - أحببناه ، ورغم كل شىء .
إذ خفف عنها سأم السفر ، عندما
نقلنا بخفة حركته وطرافة تعليقاته ، إلى
حالة الموجودين فى سباق على الطريق . وأصبحنا
مثله معجبين بالإنسان :
العفريت ، المطاط ، الطيار ، الخفيف ، الحلو .. وهذه الصفات
للإنسان كلها
، كانت من صنع الرجل ، وهو يتكلم ، ولا يكف عن الحركة .
عندما وصلنا ، كان
الرجل أول من نطق " الحمد لله على السلامة " ، وكان أول
من نزل .. فتح
الباب ، وانحنى
يشد من دواسة العربة شيئًا طويلا .. عكازًا رأيناه ! تأبطه
ومضى يتقافز ولم نر له إلا قدمًا
واحدة . ولم يكن هناك وقت لنتبادل ، نحن
الركاب الآخرين ، النظرات ، إذ تفرقنا على عجل
لـــ د. محمد المخزنجى
Share انشر الموضوع على الفيس بوك
كان يجلس وحده على جوار السائق ، ولم نكن نرى إلا رأسه
وكتفيه ، ونحن
...
مزدحمون
فى المقعد الخلفى ، ولعلنا لهذا - فى البدء - تضايقنا منه ،
ولأنه
أيضًا كان يحرض السائق
على
السرعة ، والماروق من بين السيارات الأخرى . بل
إنه شرع فى تحريض سائقى السيارات
الأخرى ، على الإسراع بالإشارة
والتلويح ، وحتى بإخراج رأسه وكتف...يه
من النافذة والزَّعق
بهم . لا ندرى متى - فجأة - أحببناه ، ورغم كل شىء .
إذ خفف عنها سأم السفر ، عندما
نقلنا بخفة حركته وطرافة تعليقاته ، إلى
حالة الموجودين فى سباق على الطريق . وأصبحنا
مثله معجبين بالإنسان :
العفريت ، المطاط ، الطيار ، الخفيف ، الحلو .. وهذه الصفات
للإنسان كلها
، كانت من صنع الرجل ، وهو يتكلم ، ولا يكف عن الحركة .
عندما وصلنا ، كان
الرجل أول من نطق " الحمد لله على السلامة " ، وكان أول
من نزل .. فتح
الباب ، وانحنى
يشد من دواسة العربة شيئًا طويلا .. عكازًا رأيناه ! تأبطه
ومضى يتقافز ولم نر له إلا قدمًا
واحدة . ولم يكن هناك وقت لنتبادل ، نحن
الركاب الآخرين ، النظرات ، إذ تفرقنا على عجل
لـــ د. محمد المخزنجى